بعيدا عن قضية المهنية التي تراجعت كثيراً في الإعلام المصري والإعلام العربي، وتساوى في تجاهل المهنية الجميع تحت وطأة المصالح والانتماءات والخضوع لشروط أجهزة وشروط رجال أعمال هنا والخضوع لشروط دوائر استعمارية ومخابراتية خاضعة لدول كبري هناك، في كل الأحوال توارت المهنية.
وفي حالة قناة الجزيرة كانت للدولار الكلمة العليا في شراء ذمم ونفوس البشر فارتفع سعر الشراء كلما توالت ردود الرفض للسفر إلى قطر والحلول علي ضيافة قناة الجزيرة تحت دعاوي كاذبة مرة بدعوي أننا سنذهب الي قطر ونقول ما نريده ومرة بدعوى أن العرب في أوربا لا يشاهدون إلا قناة الجزيرة ومرة بدعوى أن فلان ذهب إلى هناك وهو معروف بوطنيته التي لا يشكك فيها أحد، الكل يقول هذا ويعتقد انه يقوم بدور وطني، الكل يكذب ولا يقول السبب الحقيقي، لا يقول واحد من الذاهبين الي مطار الدوحة ولا واحد من العائدين الي مطار القاهرة أنهم ذهبوا من أجل آلاف الدولارات التي حصلوا عليها وهم الذين ليس في قدرتهم الحصول علي عدة مئات من الجنيهات المصرية.
جاءت الاتصالات لنفر من أفراد النخبة المصرية التي كانت علي قوائم الجزيرة والتي كانت تقنع بالدولارات القليلة وتقبل بل وتسعي إلى الحديث للعالم عبر الجزيرة في سنوات مضت وبعد تغير الأحوال وتحديد الخنادق وسقوط الأقنعة عن الجميع أصبحت الجزيرة والساعين إليها والقابلين بأموالها في خندق آخر غير خندق الوطنية والانتماء والولاء، ربما يكون هذا الخندق هو خندق الخيانة وانعدام القيمة والمبدأ والضمير، وربما يكون هذا الخندق هو خندق الحاجة للدولار والحاجة للإقامة في فنادق العشر نجوم والحاجة الي الجلوس في استوديو وتحت الإضاءة والكاميرات التي ولد إحساسا بالاعتبار والقيمة والحاجة إلى الكلام الفارغ من المعني ولكنه يشعر المتحدث بأنه مهم، والحاجة الي الهدايا التي تقدمها قطر والحاجة إلى ركوب طائرة، وربما تكون أيضاً الحاجة الي الحصول لعقد عمل واستثمار الفرصة التي جاءت في ظروف قد لا تتكرر خاصة إذا كان الوضع المهني للذاهب إلى هناك لا يسر.
كل هذه الأمور جاءت إلى ذهني وأنا أرفض عرض الجزيرة، وأدركت أنني في الاختيار الصحيح اختيار الرفض عندما علمت من رموز محترمة أنهم أيضاً تلقوا عروضاً مماثلة وأن العروض تكررت والسعر ارتفع في كل مرة، رفضت العرض رغم إغراء الفلوس وشغلت نفسي بالفرجة علي حالة الذاهبين إلى هناك، ولك يا عزيزي القارئ أن تتفرج أيضاً وأن تكتشف حالة من ينام في فندق ويشعر بالراحة والرفاهية في نومته، ثم يستيقظ متكاسلا لأنه في حالة إجازة من مصر وهمها والقرف الذي يراه فيها، وبعد أن يستيقظ يذهب الى المطعم الفاخر وتزوغ عيناه من رؤية الأصناف التي لا أول لها ولا آخر في البوفيه المفتوح والتي تنعكس بعد ذلك في ارتفاع ملحوظ في كروشهم، وبعد هذا تأتيه السيارة الفارهة وتأخذه وهو ينتفخ من الطعام والإحساس بالأهمية ويدخل الي الاستوديو، ويأتيه من يركب له أجهزة في الجاكت ويجلسه بزاوية معينة في مواجهة الكاميرا ويعدل له رابطة العنق ووضع البدلة التي اشتراها في جوالاته في الدوحة لأن الفلوس كثيرة والأسواق عامرة وهو لا يجد ما يفعله غير التجول في الأسواق وشراء الهدايا التي تبهره وسوف تبهر أسرته المنتظرة في مصر حتي يأتيها هذا المهم الذي ذهب الي الدوحة، بعد كل هذا يجلس أمام المذيع ويتأهب للكلام ويعلو صوته سواء بالدفاع عن مصر أو الهجوم عليها فلا تجد لحديثه معنى ولا قيمة.. أتعرف لماذا يا عزيزي القاري: لأنه حديث مدفوع التمن أو حديث التفاهة أو حديث الخيانة.. خيانة الذاهبين الي قاعدة العيديد والسيللية قاعدة قطر.
وفي حالة قناة الجزيرة كانت للدولار الكلمة العليا في شراء ذمم ونفوس البشر فارتفع سعر الشراء كلما توالت ردود الرفض للسفر إلى قطر والحلول علي ضيافة قناة الجزيرة تحت دعاوي كاذبة مرة بدعوي أننا سنذهب الي قطر ونقول ما نريده ومرة بدعوى أن العرب في أوربا لا يشاهدون إلا قناة الجزيرة ومرة بدعوى أن فلان ذهب إلى هناك وهو معروف بوطنيته التي لا يشكك فيها أحد، الكل يقول هذا ويعتقد انه يقوم بدور وطني، الكل يكذب ولا يقول السبب الحقيقي، لا يقول واحد من الذاهبين الي مطار الدوحة ولا واحد من العائدين الي مطار القاهرة أنهم ذهبوا من أجل آلاف الدولارات التي حصلوا عليها وهم الذين ليس في قدرتهم الحصول علي عدة مئات من الجنيهات المصرية.
جاءت الاتصالات لنفر من أفراد النخبة المصرية التي كانت علي قوائم الجزيرة والتي كانت تقنع بالدولارات القليلة وتقبل بل وتسعي إلى الحديث للعالم عبر الجزيرة في سنوات مضت وبعد تغير الأحوال وتحديد الخنادق وسقوط الأقنعة عن الجميع أصبحت الجزيرة والساعين إليها والقابلين بأموالها في خندق آخر غير خندق الوطنية والانتماء والولاء، ربما يكون هذا الخندق هو خندق الخيانة وانعدام القيمة والمبدأ والضمير، وربما يكون هذا الخندق هو خندق الحاجة للدولار والحاجة للإقامة في فنادق العشر نجوم والحاجة الي الجلوس في استوديو وتحت الإضاءة والكاميرات التي ولد إحساسا بالاعتبار والقيمة والحاجة إلى الكلام الفارغ من المعني ولكنه يشعر المتحدث بأنه مهم، والحاجة الي الهدايا التي تقدمها قطر والحاجة إلى ركوب طائرة، وربما تكون أيضاً الحاجة الي الحصول لعقد عمل واستثمار الفرصة التي جاءت في ظروف قد لا تتكرر خاصة إذا كان الوضع المهني للذاهب إلى هناك لا يسر.
كل هذه الأمور جاءت إلى ذهني وأنا أرفض عرض الجزيرة، وأدركت أنني في الاختيار الصحيح اختيار الرفض عندما علمت من رموز محترمة أنهم أيضاً تلقوا عروضاً مماثلة وأن العروض تكررت والسعر ارتفع في كل مرة، رفضت العرض رغم إغراء الفلوس وشغلت نفسي بالفرجة علي حالة الذاهبين إلى هناك، ولك يا عزيزي القارئ أن تتفرج أيضاً وأن تكتشف حالة من ينام في فندق ويشعر بالراحة والرفاهية في نومته، ثم يستيقظ متكاسلا لأنه في حالة إجازة من مصر وهمها والقرف الذي يراه فيها، وبعد أن يستيقظ يذهب الى المطعم الفاخر وتزوغ عيناه من رؤية الأصناف التي لا أول لها ولا آخر في البوفيه المفتوح والتي تنعكس بعد ذلك في ارتفاع ملحوظ في كروشهم، وبعد هذا تأتيه السيارة الفارهة وتأخذه وهو ينتفخ من الطعام والإحساس بالأهمية ويدخل الي الاستوديو، ويأتيه من يركب له أجهزة في الجاكت ويجلسه بزاوية معينة في مواجهة الكاميرا ويعدل له رابطة العنق ووضع البدلة التي اشتراها في جوالاته في الدوحة لأن الفلوس كثيرة والأسواق عامرة وهو لا يجد ما يفعله غير التجول في الأسواق وشراء الهدايا التي تبهره وسوف تبهر أسرته المنتظرة في مصر حتي يأتيها هذا المهم الذي ذهب الي الدوحة، بعد كل هذا يجلس أمام المذيع ويتأهب للكلام ويعلو صوته سواء بالدفاع عن مصر أو الهجوم عليها فلا تجد لحديثه معنى ولا قيمة.. أتعرف لماذا يا عزيزي القاري: لأنه حديث مدفوع التمن أو حديث التفاهة أو حديث الخيانة.. خيانة الذاهبين الي قاعدة العيديد والسيللية قاعدة قطر.
ليست هناك تعليقات: