إذا كانت هذه أول مرة تزور موقعنا فلا تنسى عمل Like لايك لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

معن بشور يتحدث عن ثورة اليمن شماله وجنوبه

المناسبتان اللتان نلتقي حولهما اليوم، بدعوة كريمة من ملتقى الرقي والتقدم، وهما ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن، وثورة 14 أكتوبر في جنوبه، ليستا مناسبتين من التاريخ، بل إنهما تمتدان بقوة في حاضر اليمن ومحنته ومعاناته، بل إن ما يشهده اليمن من عدوان وحشي واحتراب داخلي، لم يوفرا طفلاً أو شيخاً، امرأة أو رجلاً، معلماً تاريخياً أو مرفقاً حيوياً، ليس في النهاية سوى انتقام تاريخي من شعب ثار ضد الاستبداد والتخلف في الشمال فاتحاً طريق التغيير في الجزيرة العربية كلها، وشعب ثار ضد الاستعمار والتفتيت في الجنوب ففتح السبيل واسعاً أمام منطق المقاومة والتحرير والوحدة على مستوى الأمة.
فالكل يذكر إن ثورة سبتمبر الجمهورية في صنعاء في أيلول عام 1962، قد جاءت رداً على الانفصال المشؤوم للوحدة المصرية – السورية بعد عام على وقوعه عام 1961 فأطلقت شعاعاً من الأمل في صفوف الحركة القومية العربية وكوابيس من الرعب في أنظمة تحكم بمنطق القهر الظلامي.
والكل يذكر إن ثورة أكتوبر التحررية في خريف 1963، حررت الجنوب اليمني ووحدت 33 سلطنة ومشيخة توزعت بين عدن وحضرموت ولحج وأبين والضالع وشبوة وغيرها من المحافظات الجنوبية.
وبهذا المعنى يمكن أن نفهم مصدر هذا الحقد المصوب دماً ودماراً ضد يمن التغيير في سبتمبر، ويمن التحرير في أكتوبر، ثم يمن الوحدة في مايو.
وبهذا المعنى فان احتفالنا اليوم هو صرخة لوقف العدوان الذي لم يفرّق بين يمني وآخر، وبين منطقة وأخرى، وهو دعوة لليمنيين إلى حوار لا يستثني أي طرف منهم، ولا يقصي أحدا من القوى السياسية، فما يجري في اليمن من سفك دماء، وهدم ودمار، وقصف وحصار، يجب أن يتوقف، وان تعود لغة الحوار لتطرد من حولها كل لغة أخرى، وليقرر اليمنيون وحدهم مصير بلدهم ومستقبلهم ونظام الحكم فيه.
ونحن في لبنان إذ نحيي ذكرى المناسبتين اليمنيتين الهامتين فإنما نفي ديناً لليمن في عنق اللبنانيين، يوم شاركتنا كتيبتان يمنيتان من الشمال والجنوب مهمة الدفاع عن بيروت أيام الحصار الصهيوني عام 1982 وقاتلتا جنباً إلى جنب مع الوطنيين اللبنانيين والمقاومين الفلسطينيين وأبناء الجيش العربي السوري، وتلاقى يومها اليمنيون في ساحات الدفاع عن لبنان 1982 تمهيداً لوحدتهم عام 1990، كما لا ننسى انتصار الشعب اليمني للبنان وفلسطين والعراق وسوريا بالمسيرات الضخمة، وبخيمة المقاومة التي افتتحها في قلب صنعاء رئيس جمعية كنعان، ورئيس منتدى الرقي والتقدم الأخ العميد يحيى محمد عبد الله صالح، وباحتضان لمؤسسة القدس الدولية ولمجلس إدارتها ، بما يؤكد إن فلسطين توحد، والمقاومة تحرر، والقدس تجمع، وما خروج عشرات الآلاف من أبناء اليمن قبل أيام انتصاراً لانتفاضة فلسطين متحدين القصف وممسكين بإرادة الحياة والحرية لليمن ولكل أقطار الأمة إلا التعبير الأصدق عن وحدة الشعب اليمني من اجل فلسطين.
أيها الأخوات والإخوة
وإذا كان احتفالنا اليوم ينعقد مع حلول رأس السنة الهجرية أعاده الله عليكم، فانه يذكرنا بمعاناة ملايين المهجرين من أبناء امتنا من فلسطين واليمن وسوريا والعراق وليبيا ويدعونا لأن نجدد النضال من اجل أن يعود كل مهاجر إلى وطنه، وكل مشرد إلى بيته، وكل لاجئ إلى وطنه، وكل حق إلى أصحابه.
وإذا كان احتفالنا اليوم يصادف أول أيام عاشوراء فانه يذكرنا بمظلومية حفيد رسول الله (ص) الإمام الحسين بن علي (ر) وإخوانه وأنصاره، تلك المظلومية المتفشية اليوم في كل أرجاء امتنا والعالم والتي تدعونا للانتصار للحق بوجه الباطل وللعدل بوجه الظلم.

 - كلمة ألقيت في احتفال أقامته منتدى الرقي والتقدم اليمني في بيروت بمناسبة ثورتي سبتمبر وأكتوبر وتحدث فيه إلى بشور ، رئيس المنتدى يحيى محمد عبد الله صالح، ومروان عبد العال (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، سمير شركس (التنظيم القومي الناصري) باسم الأحزاب والقوى الوطنية، والنائب اليمني سلطان السامعي

ليست هناك تعليقات:

الحقوق محفوظة مصر نت 2015 ©