تابعت الأمانة العامة للإتحاد العام للصحفيين العرب باهتمام كبير التطورات الأخيرة المتلاحقة في العلاقات المغربية المصرية في ضوء انزلاقات مهنية اقترفها صحافيون و إعلاميون من البلدين، و الإتحاد العام للصحفيين العرب إذ يعلن استهجانه لممارسات لا تمت للمهنية و لأخلاقيات المهنة بصلة من الجانبين و التي أساءت بنعوت حاطة من الكرامة بالشعبين المغربي و المصري ، فإنه يحمل مقترفي هذه الإساءات مسؤولية ما يترتب عن ذلك .
لقد اتضح للإتحاد العام للصحفيين العرب استغلال بعض الجهات المعلومة لهذه الظروف الدقيقة للوقيعة بين البلدين ، حيث هرول هذا البعض إلى الترويج لكتاب عادي من حيث طبيعته و ضعيف من حيث محتواه وصادر عن شخص مجهول لا هو ينتمي إلى فئة الصحفيين المهنيين و لا إلى إتحاد الكتاب في مصر ، و الإتحاد العام للصحفيين العرب و مع تأكيده على حق الجميع في التعبير عن رأيه بالصيغة التي يرتضيها و التي تحترم حرية الآخرين يؤكد أن توقيت الإصدار و محاولة التوظيف السياسي لهذا الكتاب في نزاع معروض على أنظار المجتمع الدولي و الذي يؤكد فيه الإتحاد العام للصحافيين العرب على حق الشعب المغربي في وحدته الوطنية ، يؤشر على إن يدا خبيثة سعت إلى استثمار هذه الأجواء الدقيقة التي مرت بها العلاقات بين الشعبين من الترويج لكتاب عادي حظي بما لم تحظ به مؤلفات مهمة جدا تهم واقع و مستقبل الأمة العربية و الإسلامية .
وسواء تعلق الأمر ببعض المهنيين الذين استغلوا قنوات فضائية مصرية للإساءة للشعب المغربي ، أو سواء لردة الفعل المتشنجة التي مرت عبر القناتين الأولى و الثانية في المغرب ، فإن الإتحاد العام للصحفيين العرب يؤكد أن حل الخلافات السياسية لا يتم باستخدام وسائل إعلامية كدروع في صراع ما ، بقدر ما أن وسائل الإعلام وجدت للتقريب بين الشعوب و الثقافات عبر الإخبار النزيه و التحاليل الموضوعية ، و لهذا السبب فإن الإتحاد العام للصحفيين العرب يدعو الزملاء الصحفيين والإعلاميين في البلدين إلى القيام بمهامهم في إطار الإستقلالية بعيدا عن أي ضغط أو الرضوخ لأية إملاءات من أي جهة كانت ، و يلح في المطالبة في التحلي بروح المسؤولية للمساهمة في تجاوز الظروف الدقيقة ، إدراكا منه أن العلاقات ما بين الشعبين المغربي و المصري أكبر و أقوى من أن تؤتر فيها أحداث عابرة أو طارئة .
إن الإتحاد العام للصحفيين العرب يدعو المسئولين في البلدين إلى تحكيم العقل و تغليب المصالح العليا للشعبين المغربي و المصري اللذين تجمعهما أواصر الأخوة و يلتقيان في النظرة الموحدة المشتركة للأوضاع العربية و لمستقبل الوطن العربي ، و يعلن الإتحاد أنه سيظل متابعا بانتباه إلى ما ستفرزه الأيام المقبلة من تطورات.
ليست هناك تعليقات: