كانت (الشعب) تكاد تنفرد برؤية خاصة لدور قطر، وقلنا مرارًا إنها تقوم بدور مرسوم أمريكيًّا يضر بالثورة المصرية، وكان الأستاذ مجدي حسين – فك الله أسره – قد كتب قبل سجنه مقالًا بعنوان: (دور قناة الجزيرة في إفشال الثورة المصرية)، وتستند رؤية "الشعب" إلى أن قطر ككل دول الخليج في وضع الدول المحتلة التي لا تستطيع أن تتخذ قرارًا رئيسيًّا بدون موافقة المحتل الأمريكي، وأن دور قطر هو لعب دور الحضن الدافئ للقوى الإسلامية؛ بهدف استدراجها واستئناسها، ولعبت ذلك مع حزب الله وحماس والسودان وإخوان مصر وطالبان وإيران ثم تغير دورها وانقلبت على إيران في الساحة السورية وساندت كل التيارات الإسلامية المسلحة وكل هذا تحت القيادة الأمريكية المباشرة، وقد شمل ذلك القاعدة وتفريعاتها: داعش والنصرة وغير ذلك من عشرات المنظمات الصغيرة في سوريا، والجيش السوري الحر، وكان دور قناة الجزيرة وضع سقف للثورة بحيث تظل بعيدة عن التعرض لأمريكا وإسرائيل إلا لمامًا وسريعًا وجزئيًّا، بحيث يظل التركيز على الأوضاع الداخلية، وهذه أخطر نقطة أجهضت الثورة، وقد كانت قبل الانقلاب مفتوحة للجميع، ولكنها انحازت تمامًا للإخوان بعد الانقلاب، وما كان لقطر أن تتمرد على أمريكا على مدار 4 سنوات في هذا الموضوع المهم، والآن فإن قطر لا تتراجع بسبب السعودية أو دول الخليج، ولكن بسبب تغير الموقف الأمريكي الذي يسير نحو مزيد من تطبيع العلاقات مع سلطة السيسي، فالسفير الأمريكي يعود، وأوباما يتحدث مع السيسي على الهاتف، والكونجرس يثبت المعونة لمصر، وطائرات الأباتشي وصلت فعلًا، والمستثمرون الأمريكان جاءوا لمصر، فرأت أمريكا أن سلطة السيسي حققت قدرًا من الاستقرار يستوجب تغيير الموجة، في إطار نفس السياسة التي ستتواصل، وهي محاولة التوصل لصيغة لإعادة دمج الإخوان في النظام السياسي في إطار استمرار اليد العليا للعسكر، والحقيقة فإن عرقلة التوصل لصيغة أو تفاهم يرجع لتشدد الطرفين: السيسي والإخوان، وليس السيسي وحده وأمريكا لن تظل تضع البيض (مصالحها) كله في سلة واحدة (الإخوان) وهي ترى أن على الاخوان أن يقبلوا بلعب دور رقم 2 في النظام وهذا ما يرفضونه حتى الآن، وهذا يتلاقى مع تشدد السيسي (المؤسسة العسكرية) في رفض هذه الفكرة أصلا. وسيظل الخلاف الأمريكي – السيسي مستمرًا، ولكن عند مستوى أدنى، المهم أن قطر و(الجزيرة) رهن الإشارة، فإذا جاءت التوجيهات القاطعة من واشنطن فلابد من الامتثال، ولعل هذا الموقف يجعل بعض الإسلاميين يفيقون ولا يستمرون في أحلامهم حول قطر باعتبارها (يثرب القرن الـ 21)!! وليعلموا أن الاسلام لن ينتصر بالتفاهم مع أمريكا وأدواتها.
المعروف أن مشروع الجزيرة كان تطويرًا وتعديلًا لمشروع بي بي سي العربية الذي كان سينطلق من السعودية، ولكن لاعتبارات عدة من بينها أن السعودية لا يمكن أن تقوم بهذا الدور المغامر والمتقلب، تم نقل المشروع لقطر وتعديل القناة لتصبح قطرية (ظهرت بي بي سي العربية الحالية بعد ذلك بسنوات)، واستعانت بأطقم عديدة من إذاعة الـبي بي سي من المذيعين والمعدين، وكانت مشروع أمريكا لابتزاز الحكام العرب وتأديبهم، وأيضًا لإقامة جسور مع التيار الإسلامي وغيره من التيارات الوطنية والقومية بهدف "تحضيره" و"أمركته"، وقد نجحوا في ذلك مع كثيرين كانوا يغيروا مواقفهم ليضمنوا الظهور في الجزيرة، وبالمناسبة هذا الدور لن ينتهي في قناة الجزيرة العامة (بعد إلغاء مباشر مصر)، ولكن سيظل معرضًا للصعود والهبوط حسب الاحتياجات الأمريكية.
(الشعب)
المعروف أن مشروع الجزيرة كان تطويرًا وتعديلًا لمشروع بي بي سي العربية الذي كان سينطلق من السعودية، ولكن لاعتبارات عدة من بينها أن السعودية لا يمكن أن تقوم بهذا الدور المغامر والمتقلب، تم نقل المشروع لقطر وتعديل القناة لتصبح قطرية (ظهرت بي بي سي العربية الحالية بعد ذلك بسنوات)، واستعانت بأطقم عديدة من إذاعة الـبي بي سي من المذيعين والمعدين، وكانت مشروع أمريكا لابتزاز الحكام العرب وتأديبهم، وأيضًا لإقامة جسور مع التيار الإسلامي وغيره من التيارات الوطنية والقومية بهدف "تحضيره" و"أمركته"، وقد نجحوا في ذلك مع كثيرين كانوا يغيروا مواقفهم ليضمنوا الظهور في الجزيرة، وبالمناسبة هذا الدور لن ينتهي في قناة الجزيرة العامة (بعد إلغاء مباشر مصر)، ولكن سيظل معرضًا للصعود والهبوط حسب الاحتياجات الأمريكية.
(الشعب)
ليست هناك تعليقات: