نشرت يومية الوطن مقالا مميزا للكاتب محمد البرغوثى يستحق القراءة اكثر من مرة
ليس جديداً على «كتيبة» الإعلاميين وكتّاب السلطة أن ينهالوا على الشعب المصرى بسيل من الشتائم والأوصاف المسيئة، وصلت إلى حد وصفه بأنه «شعب وسخ»، وبأنه شعب «جاهل وغير متربى»، وبأنه شعب لم يشبع من الضرب بالكف على قفاه، ويحنُّ إلى الضرب بالجزم!
نعم، ليس جديداً أبداً على هؤلاء أن يشتموا الناس الذين يزعمون أنهم يعبّرون عنهم بهذه الشتائم القذرة، فلقد سبق لأحدهم -وهو من أكثر الإعلاميين شهرة وثراء ونجومية- أن كتب مقالاً شهيراً فى الجريدة التى كان يرأس تحريرها، وصف فيه الشعب المصرى كله -قبل ثورة 25 يناير 2011 بعدة شهور- بأنه تحول إلى شعب قواد، وأكد فى مقاله أن «متولى» بطل الموال الشعبى «شفيقة ومتولى» لو عاد الآن من الجهادية، ووجد أخته تمارس الدعارة، فلن يقوم بقتلها، مثلما فعل فى الموال الشهير، «ولكنه -مثل كل المصريين- سيقف على باب غرفة نومها ليقطع التذاكر للراغبين فى مضاجعتها».
هذا النجم الشهير، الذى جمع أموالاً من «النضال» لا تقل عن الأموال التى جمعها بعض تجار المخدرات، عاد مرة أخرى ليوجه للشعب شتائم جهولة لأنه لم يشارك فى انتخابات الرئاسة الأخيرة مشاركة منقطعة النظير.. وقد حاول هذا «المناضل» تفسير الإقبال الضعيف على صناديق الاقتراع، فلم يجد شيئاً يقوله غير أن هذا الشعب «ماتعلمش وكمان ماترباش».
ولعلنا جميعاً نعرف الآن أن قناة «الجزيرة» القطرية وجدت ضالتها فى مثل هذه الأوصاف، فاقتطعت من الفضائيات المصرية عدداً من المشاهد التى أساء فيها المذيعون للشعب المصرى ووصفوه فيها بأنه شعب وسخ وغير متعلم ويستحق الضرب على قفاه بالجزمة، واستخدمت «الجزيرة» هذه المشاهد فى سياق آخر: «إعلام المشير عبدالفتاح السيسى ينقلب على الشعب المصرى ويوجه للمقاطعين أقذع الشتائم ويهددهم بالويل والقمع والحبس والغرامة»، وهو سياق لا يمكن لأحد أن يتوقع غيره من «الجزيرة»، ولا يمكن لأحد أن يتصور أن هذه القناة العميلة والخائنة يمكنها أن تفعل شيئاً غير ذلك.
المشكلة إذن فى هؤلاء «النجوم» الذين يتعاملون مع أنفسهم ومع الناس بوصفهم من «العارفين» وهم أكثر الناس جهالة وجهلاً، ويتصورون -ويصورون لمن بيده السلطة- أنهم يملكون مفاتيح تحريك الناس للاحتشاد فى الميادين أو للاصطفاف أمام صناديق الانتخابات، وعندما جاءت الأنباء والمشاهد لتؤكد أن الإقبال ليس على المستوى المأمول، انتابتهم لوثة عقلية، ليس خوفاً على صورة مصر كما أوهمونا، وليس خوفاً على مرشح بعينه كما ادعوا، ولكن رعباً من انكشاف حقيقتهم وأحجامهم لدى الجميع، وهلعاً من افتضاح جهلهم الراسخ وانتهازيتهم الأصيلة. والإنسان عندما يصاب بالرعب والهلع يفقد سيطرته على عقله وينضح فوراً بحقيقة موقفه من هذا الشعب.. فكلهم -دون استثناء- هاربون من الطبقات التى انحدروا منها، وهم إن مدحوا الشعب يفعلون ذلك فى صورة تكفير عن ذنب خيانة أهلهم وبيئتهم، وإن شتموه فإنهم يعبرون عن إحساس راسخ داخلهم، يتلخص فى احتقارهم الأصيل لأنفسهم.
ولعل هذا هو التفسير المنطقى لمبالغة هؤلاء الإعلاميين فى وصف الشعب المصرى بأنه أعظم شعوب العالم، لمجرد أنه فعل شيئاً توافق مع رغباتهم، ثم ينقلبون عليه فجأة وينعتونه بأقذع وأحط الأوصاف، عندما يتصرف بطريقة مغايرة لتوقعاتهم، وهو أيضاً التفسير المقبول لتعاملهم مع «حمدين صباحى» الذى جسدوه فى صورة شيطان خائن لأنه تجاسر على الترشح منافساً للمشير السيسى، ثم عادوا إلى امتداح وطنيته عندما لم يستجب لدعوات الانسحاب من انتخابات الرئاسة، دون أن يشعر أى «نجم» منهم بوخز من ضمير، أو يخجل من فظاعة التقلب من الرأى إلى نقيضه فى بحر أسبوع واحد.
والخلاصة أن أعظم أحلامى الآن، وأقصى ما أريده من المشير عبدالفتاح السيسى، بعد تقلده منصبه رئيساً للجمهورية، أن ينتبه أشد الانتباه إلى أن المعرفة والوطنية والإخلاص والاستقامة هى أمور أبعد ما تكون عن أداء هذه الكتيبة الإعلامية، وأنهم أتفه من أن يحركوا شعباً فى أى اتجاه، وأجهل من أن يعرفوا شيئاً حقيقياً عن هذا البلد وناسه.
نعم، ليس جديداً أبداً على هؤلاء أن يشتموا الناس الذين يزعمون أنهم يعبّرون عنهم بهذه الشتائم القذرة، فلقد سبق لأحدهم -وهو من أكثر الإعلاميين شهرة وثراء ونجومية- أن كتب مقالاً شهيراً فى الجريدة التى كان يرأس تحريرها، وصف فيه الشعب المصرى كله -قبل ثورة 25 يناير 2011 بعدة شهور- بأنه تحول إلى شعب قواد، وأكد فى مقاله أن «متولى» بطل الموال الشعبى «شفيقة ومتولى» لو عاد الآن من الجهادية، ووجد أخته تمارس الدعارة، فلن يقوم بقتلها، مثلما فعل فى الموال الشهير، «ولكنه -مثل كل المصريين- سيقف على باب غرفة نومها ليقطع التذاكر للراغبين فى مضاجعتها».
هذا النجم الشهير، الذى جمع أموالاً من «النضال» لا تقل عن الأموال التى جمعها بعض تجار المخدرات، عاد مرة أخرى ليوجه للشعب شتائم جهولة لأنه لم يشارك فى انتخابات الرئاسة الأخيرة مشاركة منقطعة النظير.. وقد حاول هذا «المناضل» تفسير الإقبال الضعيف على صناديق الاقتراع، فلم يجد شيئاً يقوله غير أن هذا الشعب «ماتعلمش وكمان ماترباش».
ولعلنا جميعاً نعرف الآن أن قناة «الجزيرة» القطرية وجدت ضالتها فى مثل هذه الأوصاف، فاقتطعت من الفضائيات المصرية عدداً من المشاهد التى أساء فيها المذيعون للشعب المصرى ووصفوه فيها بأنه شعب وسخ وغير متعلم ويستحق الضرب على قفاه بالجزمة، واستخدمت «الجزيرة» هذه المشاهد فى سياق آخر: «إعلام المشير عبدالفتاح السيسى ينقلب على الشعب المصرى ويوجه للمقاطعين أقذع الشتائم ويهددهم بالويل والقمع والحبس والغرامة»، وهو سياق لا يمكن لأحد أن يتوقع غيره من «الجزيرة»، ولا يمكن لأحد أن يتصور أن هذه القناة العميلة والخائنة يمكنها أن تفعل شيئاً غير ذلك.
المشكلة إذن فى هؤلاء «النجوم» الذين يتعاملون مع أنفسهم ومع الناس بوصفهم من «العارفين» وهم أكثر الناس جهالة وجهلاً، ويتصورون -ويصورون لمن بيده السلطة- أنهم يملكون مفاتيح تحريك الناس للاحتشاد فى الميادين أو للاصطفاف أمام صناديق الانتخابات، وعندما جاءت الأنباء والمشاهد لتؤكد أن الإقبال ليس على المستوى المأمول، انتابتهم لوثة عقلية، ليس خوفاً على صورة مصر كما أوهمونا، وليس خوفاً على مرشح بعينه كما ادعوا، ولكن رعباً من انكشاف حقيقتهم وأحجامهم لدى الجميع، وهلعاً من افتضاح جهلهم الراسخ وانتهازيتهم الأصيلة. والإنسان عندما يصاب بالرعب والهلع يفقد سيطرته على عقله وينضح فوراً بحقيقة موقفه من هذا الشعب.. فكلهم -دون استثناء- هاربون من الطبقات التى انحدروا منها، وهم إن مدحوا الشعب يفعلون ذلك فى صورة تكفير عن ذنب خيانة أهلهم وبيئتهم، وإن شتموه فإنهم يعبرون عن إحساس راسخ داخلهم، يتلخص فى احتقارهم الأصيل لأنفسهم.
ولعل هذا هو التفسير المنطقى لمبالغة هؤلاء الإعلاميين فى وصف الشعب المصرى بأنه أعظم شعوب العالم، لمجرد أنه فعل شيئاً توافق مع رغباتهم، ثم ينقلبون عليه فجأة وينعتونه بأقذع وأحط الأوصاف، عندما يتصرف بطريقة مغايرة لتوقعاتهم، وهو أيضاً التفسير المقبول لتعاملهم مع «حمدين صباحى» الذى جسدوه فى صورة شيطان خائن لأنه تجاسر على الترشح منافساً للمشير السيسى، ثم عادوا إلى امتداح وطنيته عندما لم يستجب لدعوات الانسحاب من انتخابات الرئاسة، دون أن يشعر أى «نجم» منهم بوخز من ضمير، أو يخجل من فظاعة التقلب من الرأى إلى نقيضه فى بحر أسبوع واحد.
والخلاصة أن أعظم أحلامى الآن، وأقصى ما أريده من المشير عبدالفتاح السيسى، بعد تقلده منصبه رئيساً للجمهورية، أن ينتبه أشد الانتباه إلى أن المعرفة والوطنية والإخلاص والاستقامة هى أمور أبعد ما تكون عن أداء هذه الكتيبة الإعلامية، وأنهم أتفه من أن يحركوا شعباً فى أى اتجاه، وأجهل من أن يعرفوا شيئاً حقيقياً عن هذا البلد وناسه.
ليست هناك تعليقات: